إذا كنت لا تريد الشقاء فراجع معاملتك مع أمك

قد يكون سبب شقاء الإنسان في الحياة الدنيا سوء معاملته لأمه وهذا ما قاله الله عز وجل: ( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32))[سورة مريم]
هذه الآية جاءت على لسان نبي الله عيسى عليه السلام، وهو يعدد النعم التي أنعم الله بها عليه، ومنها بره بوالدته. وبيّن أن من صفات من أنعم الله عليهم أنهم ليسوا جبارين ولا أشقياء، وفي هذا إشارة قوية إلى أن من أعظم أسباب الشقاء: العقوق، وخاصة للأم.
والعكس بالعكس، فيُروى في كتب السير والتراجم، وخاصة في كتب الزهد، قصة عن أُوَيْس القَرني أو غيره من الصالحين أن رجلًا كان صالحًا، إلا أنه كان يُخالف أمه أحيانًا أو يرفع صوته عليها، فدعت عليه يومًا بدعوة شديدة، قالت فيها:
“اللهم لا تمته حتى تريه جزاء عقوقه لي!”
فما كان من أمره إلا أن أصيب بمرض شديد في قدمه حتى أشار عليه الأطباء ببترها، فلما بُترت، قالت له أمه:
“يا بني، إنما هذا جزاء ما كان منك من العقوق، فتب إلى الله.”
فبكى وتاب، وحَسُن حاله بعدها، ورضيت عنه أمه، فشفاه الله وأبدله خيرًا.
لذلك إذا اصابك الشقاء في الدنيا فراجع معاملتك مع أمك، فزوال شقائك بحسن معاملة الأم.
ولتعلم عظم قدر قضية بر الوالدين عند الله انظر إلي كتاب الله، فما تكلم الله عن قضية الشرك (وهو أعظم ذنب) إلا وتحدث الله عن قضية بر الوالدين، وانظر إلي قول الله: (۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23))[سورة الاسراء]