مواضيع عامة

الأساليب الثلاثة التي خاطب الله بها عبادة في القرآن

ولأن الحق سبحانة وتعالي يفهم خلقه، خاطبهم في القرآن الكريم بثلاثة أساليب:-

الأسلوب الأول وهو الترغيب

حيث يجذب العباد للعابدة بترغيبهم في الجنة وما فيها من نعيم ونرى هذا جلياً في قوله

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا﴾ [النساء: 57].

﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [التوبة: 20 – 22].

﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].

وغيرها من الآيات وسوف نكتفي بحديث النبي عن الجنة في قوله:-

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) في البخاري
.

الأسلوب الثاني وهو الترهيب

حيث يخوف الله عبادة من العقاب والنار حتي يجعلهم يفرون إلي العباده ونري هذا في قوله

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿٢٤ البقرة﴾

وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ﴿١٦٧ البقرة﴾

وغيرها من الآيات التي تتحدث عن النار وعذاب الآخرة

والأسلوب الثالث وهو أسلوب الإقناع

وفيه يقدم الحق سبحانه وتعالي الأدلة علي وجوده وصدق الرسالة ونبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأدلة ادلة علمية منطقيه ونرى هذا في قوله:-

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)[سورة الأنبياء]

وابحثوا عن نظرية الأنفجار العظيم التي تحدث عنها العلم الحديث عن نشأة الكون وكيف أن القرآن سبقهم بهذا في عصر الجاهلية ليقول لنا أن من قال هذا هو الذي فعل هذا في الكون

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) } [المسد: 1 – 5]

هذه السورة فيها دليل قوي علي صدق هذا الدين لأن ابو لهب ظل علي قيد الحياة سنوات طويلة بعد هذه السورة يحارب النبي ولو فكر للحظة لنسف دعوة النبي ونطق الشهادة ولكن إرادة الله فوق كل شئ

ومن هنا نتعلم من القرآن كيف نخاطب الناس بالأساليب الثلاثة في معاملاتنا

محمد الشيخ

مطور تطبيقات، صانع محتوي، مسلم وإمام مسجد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى