خطب

خطبة عن الأشهر الحرم ومنها شهر رجب

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))[الكهف]

واشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقيه وحبيبه، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتي آتاه اليقين.

فاللهم صلِ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ومن اتبعه إلي يوم الحق والدين.

ثم أما بعد، اعلموا عباد الله أنكم من الله وإليه راجعون، شاء من شاء وأبى من أبي، فمن كان منكم يرجوا لقاء الله فيعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.

عنوان اللقاء ” إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ[التوبة: 36]. “

إن الله تعالى اصطفى من الزمان أوقاتًا جعلها أعظم بركة وفضلًا، ومنها الأشهر الحرم التي قال الله فيها: (إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) [التوبة: 36].

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.

أيها المسلمون،
إن من حكمة الله تعالى أن جعل هذه الأشهر زمنًا لتعظيم الحرمات، ووقتًا للعبادة والطاعة، حيث تتضاعف الحسنات وتعظم السيئات.

وشهر رجب، أيها الأحبة في الله، هو أحد هذه الأشهر الحرم، وقد كان له مكانة عظيمة عند العرب في الجاهلية والإسلام. وكانوا يعظمونه بالكف عن القتال، وهذا يدل على ما لهذا الشهر من حرمة عظيمة يجب أن نحترمها ونلتزم بها.

عباد الله،
إن شهر رجب فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وهو مقدمة لشهر رمضان المبارك، ومن الأعمال المستحبة فيه:

  1. الإكثار من الاستغفار: فهو شهر حرام، والذنوب فيه أعظم، قال الله تعالى: (فَلَا تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ).
  2. التوبة النصوح: فالرجوع إلى الله في هذه الأوقات المباركة دليل على صدق العبد.
  3. الاجتهاد في الطاعات: كالذكر، والصلاة، والصيام التطوعي، والصدقات، وصلة الأرحام.
  4. التهيئة لشهر رمضان: بمحاسبة النفس وتدريبها على الصيام والقيام وقراءة القرآن.

أيها المسلمون،
إننا في زمن كثرت فيه الغفلة وقلَّ فيه التذكير بهذه المواسم المباركة. فعلينا أن ننبه أنفسنا وأهلنا وأبناءنا إلى عظمة هذه الأوقات وفضلها، وأن نستغلها فيما يرضي الله.

قال الحسن البصري رحمه الله: “إن الله جعل رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد.”

أيها الأحبة،
شهر رجب أيضًا يذكرنا بحدث عظيم، ألا وهو الإسراء والمعراج، حيث أسرى الله بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماء، وفرضت الصلاة في تلك الليلة المباركة. وهذه الحادثة تعلمنا أهمية الصلاة في حياتنا وأهمية المسجد الأقصى في عقيدتنا.

تحذير من البدع في شهر رجب
أيها الإخوة،
مع فضل هذا الشهر، ظهرت فيه بعض البدع والمحدثات التي لا أصل لها في الدين، مثل تخصيص صيام أول يوم من رجب أو الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بشكل غير مشروع. فعلينا أن نلتزم بما ورد في الكتاب والسنة، ونجتنب البدع التي لم يشرعها الله ولا رسوله.

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى، اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلي يوم الحق والدين. ثم أما بعد

أيها المسلمون،
اغتنموا هذا الشهر الكريم في طاعة الله، وجددوا العهد معه بالتوبة النصوح، واجعلوه فرصة للتزود بالأعمال الصالحة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك.”

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، ووفقنا فيه للصيام والقيام.

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأقم الصلاة.

محمد الشيخ

مطور تطبيقات، صانع محتوي، مسلم وإمام مسجد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى