رسالة من الله | “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” (الضحى: 11)
أيها المؤمن، اعلم أن النعم التي أنعم بها الله عليك ليست ملكًا لك وحدك، بل هي أمانة في يدك. وعندما تتحدث عنها، تذكر الله واشكره على ما رزقك. وإذا حافظت عليها واستعملتها في طاعته، فإنها ستزداد ويبارك الله فيها. فلا تنس أن أكبر نعمة هي نعمة الإسلام والهداية، فاحرص على شكر الله وحفظ نعمته عليك لتعيش في سعادة وراحة بال، في الدنيا والآخرة.
اعلموا أن الحديث عن النعم لا يكون بذكر كل نعمة بعينها بل بشكل عام دون تفاخر، فيحدث الإنسان نفسه بكم نعم الله عليه ولا يكتفي بتذكير نفسه بهذه النعم بل يذهب إلي ما هو ابعد من ذلك المحافظة عن النعم.
وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ اي اشكر الله علي فضله وحافظ على نعمة لا أن تجلس بين الناس وتقول انا لدي كذا وكذا حتي لا تقع في التفاخر او يقع عليك حسد.
وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ لا تتعارض مع قول النبي: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
لأن النعم شكرها يكون بالمحافظة عليها وأن يؤدي الإنسان حقها ويعترف بفضل الله عليه لا أن ينطلق في الأرض ويقول للناس عن ما لديه من نعم.
يعقوب عليه السلام لما سمع من يوسف الرؤية قال لا تقل لأخوتك حتي لا يُصاب بالحسد والحقد “قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)” [سورة يوسف]
في النهاية تعلم شكر الله علي نعمه ولا تجعل حياتك مشاع للقاصي والداني