قصة فتاة تأخر زواجها حتي سن الثلاثين

في إحدى المدن، عاشت فتاة في الرابعة والثلاثين من عمرها، لم تتزوج بعد، وكان والدها قد فارق الحياة منذ زمن. وبينما كانت تتمنى شريكاً يشاركها الحياة، التقت شاباً انجذب إليها وتعرفا إلى بعضهما البعض. بعد فترة وجيزة، عرض عليها الخطوبة وأعرب عن إعجابه بها، فقبلت عرضه بسعادة، معتبرةً أنها فرصة ذهبية طالما انتظرتها.
لكنها لاحظت أن والدة الشاب لم تكن راضية تماماً عن هذه العلاقة. كان العريس في نفس عمرها تقريباً، لذا كانت رغبتهما في الزواج سريعة، واتفقا على تحديد موعد للخطوبة. غير أن الأمور لم تسر كما هو مخطط، إذ لاحظت الفتاة أن والدة العريس تزداد توتراً يوماً بعد يوم.
قُبيل موعد الخطوبة، طلبت والدة العريس عقد اجتماع يجمعها بابنها، والفتاة، ووالدتها. حضر الجميع، وبعد تبادل التحية، قامت والدة العريس بطلب غير متوقع: “لم أرَ بطاقتك الشخصية بعد، هل يمكنني الاطلاع عليها؟”
تفاجأت الفتاة، وسألت بحذر: “هل هناك مشكلة؟” فردت والدة العريس ببرود، “أريد فقط التحقق منها.” ناولتها الفتاة هويتها، وعندما قرأت تاريخ ميلادها وتأكدت من عمرها، قالت ببرود: “لم أكن أعلم أنكِ بهذا العمر. أردتُ لابني زوجة أصغر بخمس سنوات على الأقل، وأطمح في أن ينجب أحفاداً. والذين في مثل عمرك، لست واثقة من قدرتهم على الإنجاب.”
ثم غادرت مع ابنها، الذي تبعها صامتاً. لم يُعقّب ولم يقف إلى جانب خطيبته، مما سبب جرحاً عميقاً في قلب الفتاة. دخلت الفتاة في حالة من الحزن والاكتئاب، واستمرت في البكاء لأيام طويلة. ثم قررت، بحثاً عن السكينة، أن تذهب لأداء العمرة، فدفعت والدتها تكاليف الرحلة، ورافقها شقيقها كمَحرم.
في مكة، بكت ودعت الله طويلاً، طلبت أن يخفف الله آلامها ويرزقها سعادة تعوضها.
عند عودتها من العمرة، وأثناء انتظارها لجمع حقائبها في المطار، تقدم رجل لمساعدتها، كان هو الآخر عائداً من العمرة. شعرت بأنه شخص مهذب ولبق. بعد أن ساعدها، ذهبت للقاء أختها وزوجها اللذين كانا بانتظارها. وعند صعودها السيارة، قال زوج أختها: “علينا انتظار صديق كان معنا على نفس الرحلة لنوصله في طريقنا.” وتفاجأت بأن الصديق لم يكن سوى الرجل الذي ساعدها في المطار.
تعرفا أكثر، وبدأت بينهما علاقة ودية، إلى أن عرض عليها الزواج. وبعد فترة قصيرة، تزوجا، ووهبها الله ثلاثة توائم أسمتهم: الحسن، الحسين، وفاطمة. أصبحت حياتها مفعمة بالسعادة، وشعرت بأن دعاءها لم يذهب سدى.
أما الشاب الذي تخلى عنها، فقد تزوج لاحقاً، لكنه اكتشف أنه عقيم، ليبقى وحيداً دون أطفال، ويتذكر دائماً قلباً كان له يوماً وأهمله.
العبرة: لا تكسروا قلوب الناس، فالله يجبر بخاطر المظلومين ويعوضهم بما يسرهم. ومن يتعامل برفق واحترام مع مشاعر الآخرين، سيرد الله له الخير ويجبر قلبه في الوقت المناسب.