كل يوم حديث

“مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ.”(رواه البخاري ومسلم)

هذا الحديث الشريف يوضح ثلاث صفات عظيمة يجب أن يتحلى بها المؤمن الذي يؤمن بالله واليوم الآخر. وهو دعوة للتحلي بالأخلاق الحميدة التي تعكس صدق الإيمان.

1. “فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ”:

الكلمة الطيبة صدقة، ولها أثر عظيم في نشر المحبة والإصلاح بين الناس. أما الكلمة السيئة أو الكلام الذي لا فائدة منه، فقد يجلب الضرر أو يؤذي الآخرين. لذلك، من الأفضل للمؤمن أن يتحرى قوله، فإذا لم يكن في كلامه خير، فالصمت أفضل.

2. “فَلْيُكْرِمْ جارَهُ”:

الجار له مكانة عظيمة في الإسلام، والإحسان إليه من علامات الإيمان. يمكن إكرام الجار بحسن التعامل، وتقديم العون له عند الحاجة، والتغاضي عن أخطائه، وحفظ حقوقه.

3. “فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ”:

إكرام الضيف هو من مكارم الأخلاق التي تدل على الجود والكرم. ويكون ذلك بحسن استقباله، وتقديم ما يتيسر من الطعام والشراب، مع المعاملة الطيبة التي تشعره بالراحة والترحيب.


الفوائد والدروس المستفادة:

  1. أهمية ضبط اللسان:
    الحديث يشدد على أهمية التفكير قبل التحدث، لتجنب أي قول قد يؤذي الآخرين أو يسبب الفتنة.
  2. حسن الجوار:
    الإسلام يركز على بناء مجتمع متماسك من خلال العلاقات الطيبة بين الجيران.
  3. التقدير والضيافة:
    الضيافة ليست مجرد عادة، بل هي عبادة يُثاب عليها المؤمن إذا قصد بها وجه الله.
  4. الإيمان مرتبط بالأخلاق:
    هذا الحديث يربط بين الإيمان بالله واليوم الآخر وبين الأخلاق الحسنة، مما يدل على أن حسن الأخلاق جزء لا يتجزأ من الإيمان.

تطبيق الحديث في حياتنا:

  • قبل أن تتحدث، اسأل نفسك: هل ما سأقوله خير أم لا؟
  • احرص على أن تكون علاقتك بجيرانك قائمة على الود والاحترام، وكن سندًا لهم في أوقات الحاجة.
  • عندما تستضيف أحدًا، اجتهد في تقديم ما تستطيع، مع إظهار الكرم وحسن المعاملة.

هذا الحديث يرسخ قيمًا أساسية للمجتمع المسلم، ويضع خارطة طريق لبناء علاقات قائمة على الخير والإحسان، وهو دعوة للارتقاء بأخلاقنا لتحقيق رضا الله سبحانه وتعالى.

محمد الشيخ

مطور تطبيقات، صانع محتوي، مسلم وإمام مسجد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى