لمحة عن النبي وقت الغضب
الغضب هو شعلة تشتعل في القلب، قد تدفع الشخص إلى قول ما يندم عليه أو فعل ما لا تُحمد عقباه، خاصةً إذا كان مدفوعًا بحب الذات أو العصبية. ولكن عند النبي ﷺ، كان الغضب مختلفًا؛ فقد كان غضبه نصرةً للحق، وغيرةً على حدود الله، بعيدًا عن الاعتداء والغلو. كان دافعه دومًا إنكار المنكر أو العتاب على ترك الخير.
ويؤكد المعنى السابق ما ذكرته عائشة
رضي الله عنها من حال النبي – صلى الله عليه وسلم -، حين قالت : ( ما ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل ) رواه مسلم
ومن شواهد ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: حين شتم رجل أبا بكر رضي الله عنه والنبي ﷺ جالس يتبسم. وحين رد عليه أبو بكر، قام النبي ﷺ مغادرًا المجلس. فسأله أبو بكر: “يا رسول الله، كان يشتمني وأنت حاضر، فلما رددت عليه غضبت وقمت؟” فأجابه النبي ﷺ: “كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت وقع الشيطان، فلم أكن لأجلس مع الشيطان.” رواه أحمد.
يتضح لنا هنا أن غضب النبي ﷺ كان خالصًا لوجه الله، بعيدًا عن الأهواء والمصالح الشخصية، وهذا هو المقياس للوصول إلى رضا الله تعالى.