بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))[الكهف]
واشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقيه وحبيبه، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتي آتاه اليقين.
فاللهم صلِ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ومن اتبعه إلي يوم الحق والدين.
ثم أما بعد، اعلموا عباد الله أنكم من الله وإليه راجعون، شاء من شاء وأبى من أبي، فمن كان منكم يرجوا لقاء الله فيعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
الله سبحانه وتعالي أمرنا بالسعي وراء العلم والمعرفة ونرى هذا جلياً في قوله:-
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)[سورة العنكبوت]
لذلك نحن في هذا اللقاء نحاول أن نفهم لماذا احل الله شئ معين ولماذا حرم آخر ولا نراجع الله عز وجل ولا ينبغي لنا أن نفعل ذلك فنحن نُسأل ولا نسأل الله لأنه يقول:-
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)[سورة الأنبياء]
فلو بحثنا في الأمور التي حرمها الله عز وجل لوجدنا سبب التحريم الضرر الواقع علي الإنسان أن فعلها وهذا أمر منطقي
فالصانع يريد سلامة صنعته، لذلك عندما تشتري جهاز إلكتروني مثلا تجد أن المصنع وضع معه ما يُسمى بالكتالوج الذي يوضح لك كيف تستخدم هذا الجهاز وإذا لم تنفذ التعليمات تخرج من الضمان ولا يضمن لك الصانع سلامة الجهاز.
ولله المثل الأعلى فنحن صنعه الله والكتالوج هو القرآن الكريم إذا نفذنا ما فيه ضمنا سلامة أجسادنا و أنفسنا وهذا ما يريده الصانع لصنعته.فتجد الله في سورة الرحمن قدم تعليم القرآن على خلق الأنسان فلماذا؟
الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3)[سورة الرحمن]
كان لابد من وضع دستور للبشرية قبل خلقهم ليسيروا عليه حتي تستقيم حركة الحياة، لأن الإنسان يخرج من بطن أمه لا علم له
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)[سورة النحل]
ولكن ما يميز الإنسان انه قابل للتعلم لذلك علم الله آدم الأسماء وتفاخر به أمام الملائكة حيث يقول:-
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)[سورة البقرة]
ولذلك نتعلم لنعبد الله علي إقتناع تام ونحاول فهم سبب التحريم الذي هو قائم علي المنفعه والضرر، لذلك اي شئ يضر الإنسان سواء جسدياً او نفسياً فهو محرم عليه، فعلي سبيل المثال التدخين لا يوجد عليه نص صريح للتحريم ولكن يضر جسد الإنسان لذلك فهو محرم.
فخذها قاعدة في حياتك اي شئ يضرك فهو محرم عليك، فتجد أن الله حرم لحم الخنزير لما فيه من ضرر علي جسد الإنسان واحل لم البقر والأغنام لما فيه من منفعة للإنسان وارجعوا لكتب الطب لتعرفوا هذا.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى، اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلي يوم الحق والدين. ثم أما بعد
هناك أمور كثيره في هذا الدين محرمة ولم نفهم سبب التحريم مثل الصحابة في زمن الرسول لم يعرفوا سبب تحريم لحم الخنزير حيث الأبحاث العلمية التي اثبتت ذلك حديثة.
ومن الممكن أن يكون الله اخفاها لفرق بين عبادة الذين يقولون سمعنا واطعنا والذين يجادلون ويريدون لكل شئ دليل.
ونريد أن نختم أن ليس لكل تحريم نص واضح فهناك أمور كثيره نستنبط تحريمها في سبيل المثال التدخين ليس هناك نص واضح للتحريم باسم التدخين ولكن تحريمها يقع تحت بند الضرر علي الجسد.
فاسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بما علمنا
