خطب

خطبة عن قيمة الوقت وأثره في حياة المسلم

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))[الكهف]

واشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقيه وحبيبه، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتي آتاه اليقين.

فاللهم صلِ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ومن اتبعه إلي يوم الحق والدين.

ثم أما بعد، اعلموا عباد الله أنكم من الله وإليه راجعون، شاء من شاء وأبى من أبي، فمن كان منكم يرجوا لقاء الله فيعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.

أيها الإخوة المؤمنون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فإنها وصية الله للأولين والآخرين.

عباد الله، الوقت هو أعظم ما يملك الإنسان في هذه الدنيا، وهو رأس ماله الحقيقي. قال الله تعالى:

“وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” (سورة العصر).

هذه السورة العظيمة تُذكِّرنا بأن الوقت يمضي سريعًا، وأن الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة متعلقان باستثماره في الإيمان والعمل الصالح.

أيها المسلمون، أعمارنا أيامٌ معدودة، وكل يوم ينقضي هو جزء من حياتنا لن يعود. قال الحسن البصري -رحمه الله-: “يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.”

واعلموا عباد الله اننا في نعم كثيرة لا نستغلها احسن الاستغلال وهذا ما تحدث عنه النبي صلوا عليه وسلموا تسليما: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” (رواه البخاري) والغبن في اللغة هو الخسارة أو عدم التقدير الصحيح لشيء ذي قيمة.

فعلينا أن نستغل الوقت في الصالح لعل هذا الوقت لا يعود مرة ثانيه والسؤال المهم الآن كيف نحافظ على الوقت؟

  • الابتعاد عن مضيعات الوقت: مثل الانشغال بما لا ينفع من القيل والقال، والإفراط في استخدام التكنولوجيا بغير هدف.
  • استغلاله في الطاعات: قال النبي ﷺ: “اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك.”
  • تنظيم الوقت: ضع لنفسك جدولًا يوميًا يجعل وقتك ممتلئًا بما ينفعك في دينك ودنياك.

واعلموا اننا سنحاسب علي هذا ولا تظنوا غير ذلك.

أيها الأحبة، ما أجمل أن نُجدد النية ونعقد العزم على استغلال أوقاتنا في كل ما يُرضي الله! تذكروا أنكم مسؤولون عن هذا الوقت يوم القيامة، كما قال النبي ﷺ: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به.” أخرجه الترمذي، 
وقال: حسن صحيح.

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى، اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلي يوم الحق والدين. ثم أما بعد

أيها الأحبة،

الكل سيحاسب وحدة ويقف بين يدي الله وحدة ولن يفلت أحد من الحساب فلماذا لا نستغل الوقت الذي بين أيدينا ونضيعه فيما لا ينفع فأن كنا عباد الله حقاً لتحققت فينا آيات الرحمن: ” وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) ” [سورة الرحمن]

فالإنسان لن يُترك هكذا بلا حساب او تكليف لأننا في الدنيا لذلك حذرنا الله فقال: ” أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36)” [سورة القيامة]

فنسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا تقصيرنا

اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا، ووفقنا لاستثمارها فيما يُرضيك عنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، وارزقنا توبة نصوحًا قبل الممات. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

محمد الشيخ

مطور تطبيقات، صانع محتوي، مسلم وإمام مسجد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى