حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” (رواه البخاري) هو حديث عظيم يشير إلى قيمتين ثمينتين في حياة الإنسان، غالباً ما يهمل الناس تقديرهما واستثمارهما بالشكل الصحيح.
شرح الحديث:
- معنى النعمتين:
- الصحة: هي سلامة البدن والعافية الجسدية والعقلية، التي تتيح للإنسان القدرة على العمل والعبادة والقيام بمسؤولياته.
- الفراغ: هو الوقت الذي يكون فيه الإنسان خالياً من الانشغالات الضرورية، سواء كانت عملًا أو مسؤوليات أخرى.
- معنى الغَبْن: الغبن في اللغة هو الخسارة أو عدم التقدير الصحيح لشيء ذي قيمة. وفي الحديث، الغبن يعني أن كثيراً من الناس لا يحسنون استغلال الصحة والفراغ في طاعة الله، أو في تحقيق ما يعود بالنفع عليهم في دينهم ودنياهم.
- كيف يكون الغبن؟
- يُغبن الإنسان في الصحة إذا أهمل استغلالها في أعمال الخير والطاعة أو تحسين نفسه، ولم يدرك قيمتها إلا عندما يفقدها.
- يُغبن الإنسان في الفراغ إذا أضاع وقته في أمور تافهة أو غير نافعة، بدلاً من استثماره في التعلم، أو العبادة، أو تحقيق أهدافه.
- العبرة من الحديث:
- الإنسان مسؤول عن استغلال نعمه في ما ينفعه في الدنيا والآخرة.
- الصحة والفراغ هما فرصتان لا تُعوّضان، ويجب على المسلم استثمارهما فيما يرضي الله، مثل العبادة، العمل الصالح، تطوير الذات، ونشر الخير.
- الوقت والصحة من أعظم ما يندم عليه الإنسان عند فقدانهما، سواء بسبب المرض أو انشغال الدنيا.
الخلاصة:
الحديث يدعونا إلى وعي النعم التي نملكها، وعدم إهدارها في ما لا ينفع. الصحة والفراغ هما رأس مال الإنسان في حياته، ومن الحكمة أن يستثمرهما بعقلانية لتحقيق الفائدة لنفسه وللآخرين، مع الحرص على أن تكون الأعمال في ميزان حسناته.
