خطب

خطبة الجمعة عن قيمة الوقت

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4))[الكهف]

واشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقيه وحبيبه، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتي آتاه اليقين.

فاللهم صلِ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ومن اتبعه إلي يوم الحق والدين.

ثم أما بعد، اعلموا عباد الله أنكم من الله وإليه راجعون، شاء من شاء وأبى من أبي، فمن كان منكم يرجوا لقاء الله فيعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.

عنوان اللقاء ”خطبة عن  قيمة الوقت“

 ولعل أهم ما ينبغي أن نذكِّر به أنفسنا في هذا المجلس هو قيمة الوقت، ذلك الكنز الذي لا يعرف قيمته إلا من فقده.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَالعَصرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبرِ} [العصر: 1-3].

هذه السورة العظيمة تُذكِّرنا بأن الإنسان في خسارة دائمة إلا إذا استثمر وقته في الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر.

أيها المؤمنون، الوقت هو الحياة، وهو رأس مال الإنسان في الدنيا. فمن أضاع وقته فقد أضاع حياته. وكم من شخص يتمنى لو يعود له يوم واحد من أيامه الماضية ليعمل صالحًا، ولكن الأوان قد فات.

أيها الإخوة، لننظر إلى أنفسنا: كم من الوقت نقضيه في طاعة الله؟ وكم منه نضيعه في المعاصي واللهو؟ كم من الوقت نخصص لقراءة القرآن، والصلاة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» [رواه البخاري]. فكم منا يملك الصحة والفراغ، ولكنه لا يستغلهما في طاعة الله؟

وحينما أشاد الله بعباده قال: “وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)“[سورة الفرقان]

أيها المؤمنون، إن الدنيا مزرعة الآخرة، والوقت هو البذرة التي نزرعها اليوم لنحصد غدًا. فماذا نزرع؟ هل نزرع أعمالًا صالحة نرجو بها رضا الله، أم نزرع أعمالًا سيئة نعوذ بالله منها؟

لنحرص على الوقت، ولنستثمره في ما يقربنا إلى الله. ولنكن من الذين قال الله فيهم: {وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ} [المؤمنون: 8].

ولنعلم أن عمرنا محدود فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك. وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم. وقال ابن حجر في فتح الباري:أخرجه الترمذي بسند حسن.

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفى، اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلي يوم الحق والدين. ثم أما بعد

 أبواب التوبة لكل من أراد أن يرجع إليه.

يقول الله تعالى: {قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

فلا تدعوا الشيطان ييأسكم من رحمة الله. اقتربوا من الله، واطلبوا مغفرته، واعلموا أن التوبة النصوح تجب ما قبلها.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واجعلنا من الذين يوفقون لاستغلال أوقاتهم في طاعتك.

اللهم احفظ بلادنا وأمننا، واجمع كلمة المسلمين على الحق.

محمد الشيخ

مطور تطبيقات، صانع محتوي، مسلم وإمام مسجد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى