عن النبي

لمحة عن تعامل النبي مع زوجاته

النبي صلى الله عليه وسلم كان نموذجاً رفيعاً في التعامل مع النساء، وقد أوصى بالنساء خيراً في حديثه المعروف: “استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً”. هذا الحديث ليس للذم كما يظن البعض، بل لتعليم الرجال كيفية التعامل بحكمة مع النساء وترك بعض الأمور التي يمكن التغاضي عنها، ما دامت ضمن الحدود المباحة.

ويظهر حسن تعامل النبي مع زوجاته في:-

١- تقديره لمشاعر زوجاته

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف مشاعر زوجاته ويفهمها بعمق. قال لعائشة رضي الله عنها: “إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية وإذا كنتِ عني غضبى؛ أما إذا كنت راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنتِ غضبى قلتِ: لا ورب إبراهيم”.

٢- تقدير الغيرة

تظهر قصة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها موقفاً جميلاً للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كسر الصحفة التي جاءت بها عائشة من شدة غيرتها، فرد النبي برفق قائلاً: “غارت أمكم”، وجمع بين قطعتي الصحفة، وأمر أصحابه بالأكل بكل هدوء، ليعبر بذلك عن تقديره لمشاعر الغيرة الطبيعية لدى النساء.

٣- استشارته لزوجاته

النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشير زوجاته حتى في أدق الأمور. مثال على ذلك حين استشار أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، فأشارت عليه بأن يحلق وينحر أولاً أمام الصحابة، مما كان حلاً رائعاً للخروج من المأزق.

٤- إظهار حبه لهن

في حديث أم زرع الشهير، عبر النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها عن حبه لها بقوله: “كنت لك كأبي زرع لأم زرع”، أي في الوفاء والمحبة، فما كان منها إلا أن ردت: “بأبي وأمي أنت خير لي من أبي زرع لأم زرع”.

٥- لا يتأفف منهم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يعامل زوجاته بالمساواة والعدل في أبسط الأمور. تقول عائشة رضي الله عنها: “كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فمي، وأتعرق العظم فيضع فاه على موضع في”.

٦- حسن التعامل والمساعدة

النبي صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجاته في أعمال المنزل. قالت عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عن عمله في البيت: “كان في مهنة أهله”، أي أنه كان يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.

٧- تقدير لحظات الفرح

كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى لإسعاد زوجاته حتى في أوقات اللهو والفرح. في يوم عيد، كانت فتاتان تضربان بالدف أمام عائشة رضي الله عنها، وعندما استنكر أبو بكر ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد”.

٨- الإنصاف في الخلاف

في لحظة خلاف مع عائشة رضي الله عنها، اقترح النبي صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهما شخص آخر، وترك لها حرية الاختيار، حتى اختارت أباها أبو بكر رضي الله عنه، مما يدل على عدله وإنصافه.

النبي صلى الله عليه وسلم كان القدوة في التعامل مع النساء، حيث كان يجمع بين الحزم والرحمة، ويفهم مشاعرهن ويقدرها.

محمد الشيخ

مطور تطبيقات، صانع محتوي، مسلم وإمام مسجد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى