رسالة من الله | قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ

إن كل شئ في الحياة الدنيا من أجل الابتلاء والاختبار، فالنعم ابتلاء يحتاج إلي شكر والنقم ابتلاء يحتاج إلي صبر.
وليس معني عطاء الله تكريم للإنسان، ولا معني المنع إهانة له، فالكل مُبتلى بما لديه او ليس لديه لذلك يقول الله عز وجل: { فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) } [سورة الفجر]
ففي الحالتين قال الله انه ابتلاء سواء العطاء او المنع.
سليمان عليه السلام لما سأل من يستطيع أن يأتي بعرش بلقيس والذي لديه علم من الكتاب أتى به في غمضة عين قال هذا فضل من الله للابتلاء فهل اشكر عليه او اكفر:
قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)[سورة النمل]
فالشاهد من هذا لا تغتر واعلم أن النعم لابد لها من الشكر والابتلاءات لابد لها من صبر وكل هذا من أجل الاختبار والنتيجة واحدة.
فسليمان الذي أعطاه الله كل شئ اتقن فن الشكر فقال في حقه الله: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}[سورة ص]
وأيوب الذي أخذ الله من كل شئ واتقن فن الصبر قال في حقه الله: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)} [سورة ص]
والنعم والنقم في الدنيا سوف يتم توزيها في الآخرة ولكن توزيع جزاء وليس ابتلاء كما في الدنيا
ولتعرف اكثر عن توزيع الحظوظ اقرأ هذا المقال
رائع جداً